قلبي تخطفه الهوى ثم الفتن عيناي من دمع ترقرق كالمزن
ذنبي تعاظم إذ نسيت بأنني عبد ضعيف قد تمادى في الوهن
ومصيبتي أني نسيت عقابه قد غرني عفو الإله بلا ثمن
صبري عجول همتي الدنيا التي أظنت حياتي بالتشرذم في المحن
خارت قواي مع السنين ولم أرى قدرا سوى تلك اللحود وذا الكفن
عند المنية قد أنيطت غايتي لن تملأ الدنيا عيوني بالمنن
هو ذا التراب قناعتي يا وحشتي خلطت عظامي مع فؤادي والبدن
هذي العيون لطالما نظرت إلى سوء وحان لها دفع الثمن
قد كنت أنظر حسنكم وجمالكم يا صحبُ عيني في التراب لها شجن
أذني غوت بغنائهم وبفحشهم الآن يا أسفاه من هذي الأذن
قد كنت أسمع ضحكة منكم وها أنا ذا سمعت نواحكم وقت الحزن
وفمي تلجم لا حراك له ولا صوت له يبكي ولا حتى يئن
ويدي التي فاخرت فيها لم تكن في حال خير من عيوني والأذن
قدمي التي حملت نفيسائي هوت ودمي من الرمضاء تحول للعفن
ومشاعري صارت أحاسيسا بلا حب ولا كره لأني في محن
قد كنت أفقد من أحب تتابعا لم أعتبر إلا وقد خلص الزمن
أين الحبيب كذا وطيف خياله أين الخليل وعطره ؟! قالوا : دُفِن
عند المعاصي لم أكن متذكرا أني سألقى خالقي يوم العلن
يوما تشق جوارحي لطريقها وفضائحي تبدو وسري في العلن
وهناك قد فاضت دموعي ليتها فاضت بدنيا قد تغاواها الزمن
فاليوم إني قد عرفت الحق لو أني أعود لكي أؤوب بدون من
هيهات عودته فتلك نهاية الآمال والعيش الرغيد وذي المنن
فالآن بادر بالمتاب فحبذا دمع المتاب وأنت في الدنيا تكن
